p { text-align: justify; }

خاص | د. سالي غلوش تكشف كيف يتجاوز الطفل ياسين محنته النفسية؟

كتبت/ مي السايح

في واقعة أثارت تعاطف الشارع المصري، حضرت والدة الطفل ياسين إحدى جلسات محاكمة المتهم بهتك عرض ابنها، واضعة نصب أعينها حماية صحة نجلها النفسية، ورافضة تصويره أو كشف هويته. فظهر ياسين مرتديًا زي “سبايدر مان”، في محاولة للتمويه، ولكنها كانت أعمق من ذلك بكثير.

موقع “طب توداي” أجرى حوارًا خاصًا مع الدكتورة سالي غلوش، استشاري الصحة النفسية وعضو مجلس إدارة عيادات ذات للطب النفسي، للحديث عن الأثر النفسي لهذه الواقعة، ودور الأهل في مساندة أبنائهم خلال الأزمات المشابهة.

زي “سبايدر مان”.. رمز للقوة أم هروب؟

في بداية حديثها، أكدت الدكتورة سالي أن الطفل ياسين كان ضحية لجريمة بشعة، تسببت له في أذى نفسي بالغ، موضحة أنه بحاجة إلى دعم قوي ومستمر من جميع المحيطين به.

وعن ارتداء الطفل لزي “سبايدر مان”، أوضحت قائلة: “هذه الشخصية الكرتونية تمثل مصدر إلهام للأطفال، وتُعد رمزًا للشجاعة والقوة ومساعدة الضعفاء. ارتداء هذا الزي يمنح الطفل شعورًا بالبطولة والثقة بالنفس، ويبعد عنه الإحساس بالعار أو النبذ، بل إنه يمنحه الإحساس بالقدرة على المطالبة بحقه دون خوف.

كرب ما بعد الصدمة.. مرحلة نفسية حرجة

وصفت د. سالي الحالة النفسية للطفل ياسين بأنها نموذج لحالة تعرف بـ”كرب ما بعد الصدمة”، والتي تُعد رد فعل طبيعي لما مر به من صدمة مؤلمة، وأكدت أن هذه المرحلة تستدعي تدخلًا نفسيًا حقيقيًا، ليس فقط بالاحتواء الأسري، وإنما أيضًا بالمتابعة العلاجية المستمرة لتقليل آثار الصدمة على المدى الطويل.

علامات الخطر: كيف تكتشف الأم أن طفلها يعاني؟

وجهت الدكتورة سالي نصائح للأهالي لرصد التغيرات السلوكية التي قد تشير إلى وجود اضطراب نفسي لدى الطفل، وأهمها:

• الانطواء والانعزال المفاجئ
• فقدان الرغبة في اللعب أو التواصل مع الأشقاء والأصدقاء
• اضطرابات النوم (الأرق أو النوم المفرط)
• تغيرات في الشهية (قلة الأكل أو الشره المفاجئ)
• نوبات بكاء أو عصبية زائدة عن المعتاد

وأضافت: “عند ملاحظة أي من هذه العلامات، يجب على الأهل التقرب من الطفل والتحدث معه بحب، وعدم التردد في استشارة طبيب نفسي مختص.

الفرق بين الاضطرابات النفسية والعقلية

أوضحت د. سالي أن هناك خلطًا شائعًا بين الاضطراب النفسي والاضطراب العقلي، مؤكدة أن، الاضطراب النفسي ناتج عن تجارب مؤلمة وقابل للعلاج والدعم، أما الاضطراب العقلي أكثر تعقيدًا، وقد يتطلب تدخلًا طبيًا طويل الأمد.

وقالت: “الاضطرابات النفسية يمكن علاجها من خلال الجلسات النفسية، وأحيانًا قد تتطلب تدخلًا دوائيًا، وهو أمر طبيعي لا يجب أن يُخيف الأهل.

أفضل طرق العلاج النفسي للأطفال ضحايا الاعتداء

أكدت الدكتورة سالي أن من أنجح أساليب العلاج للأطفال الذين تعرضوا لاعتداء أو تحرش جنسي:
• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الطفل على التعامل مع المشاعر السلبية وتعلم مهارات جديدة.
• العلاج الجدلي السلوكي (DBT): يعمل على التخلص من الذكريات المؤلمة والتركيز على الحاضر والمستقبل.

وأوضحت: “هدفنا هو ألا تتكوّن صدمة نفسية داخل الطفل، بل نُعلمه كيف يواجه القادم بثقة واستقرار.

كيف نحمي أبناءنا من خطر التحرش؟

قدمت د. سالي مجموعة من النصائح الثمينة للآباء والأمهات لحماية أطفالهم من التحرش الجنسي، أهمها:
• الملاحظة المستمرة دون ترهيب
• توفير الحب والتقبل غير المشروط
• مصادقة الطفل والاستماع لتفاصيل يومه
• متابعة علاقاته داخل المدرسة ومع الأصدقاء والمعلمين
• تعليمه أن جسده ملكه وله حدود لا يسمح لأحد بتجاوزها
• الحديث معه عن اللمس الآمن وغير الآمن
• زرع مفهوم “لا أسرار بيننا” مع الوالدين
• تعليمه كيف ومتى يقول “لا” بثقة

اختتمت د. سالي حديثها بتأكيد دعمها الكامل للطفل ياسين ولأسرته، معربة عن استعدادها لتقديم الدعم النفسي اللازم لهم حتى يتجاوزوا هذه الأزمة، ويبدأ الطفل حياة جديدة خالية من اي صمة نفسية تؤثر عليه وعلى مستقبله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى