تحذير طبي.. السنط التناسلي لدى الأطفال قد يكون دليلاً على التحرش
كتبت/ مي السايح

أوضح الدكتور محمد الناظر، استشاري أمراض الجلدية، أنه في ظل تزايد حملات التوعية المجتمعية بشأن التحرش الجنسي بالأطفال، تبرز الحاجة الملحة لتثقيف الأهل حول العلامات الصحية التي قد تكشف عن تعرض طفلهم لأذى جنسي، خصوصًا في الحالات التي لا يستطيع فيها الطفل التعبير عما حدث له.
وكشف أن من أبرز هذه العلامات الطبية ظهور مرض “السنط التناسلي”، وهو نوع من الثآليل الناتجة عن عدوى فيروسية تُعرف باسم فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي يُعد من الأمراض المنتقلة عبر الاحتكاك المباشر أو العلاقة الجنسية، وهو ما يثير القلق عند ظهوره في مناطق حساسة لدى الأطفال.
وتحدث عن حالة تم رصدها مؤخرًا داخل عيادة تُعرف بلقب “الطبيب الإنسان”، استقبل الطبيب طفلة لم يتجاوز عمرها العامين، تعاني من ظهور هذا النوع من الثآليل في منطقة المؤخرة، مع بوادر انتشار العدوى.
ورغم محاولات الأم تفسير الحالة، كان التشخيص الطبي يؤكد بشكل شبه قاطع وجود سلوك جنسي غير طبيعي، ما يرجح تعرض الطفلة لتحرش.
وأوضح الطبيب أن “السنط التناسلي قد ينتقل في بعض الحالات من مصادر غير جنسية مثل الحمامات العامة، لكنه في الأطفال – وخصوصًا في سن صغيرة – يعتبر مؤشرًا خطيرًا لا يجب تجاهله”، وشدد على أن “الأغلبية العظمى من هذه الحالات يكون المعتدي فيها من دائرة المقربين، وهو ما يزيد الأمر تعقيدًا وخطورة”.
ضرورة التدخل السريع
الخبراء يؤكدون أن تجاهل مثل هذه العلامات قد يؤدي إلى تطور العدوى، أو تفاقم الأثر النفسي على الطفل. وينصح الأطباء بضرورة فحص الطفل طبيًا عند ملاحظة أي أعراض غريبة في المناطق الحساسة، مع فتح حوار آمن وغير قسري مع الطفل، وتقديم الدعم النفسي له.
كما دعت منظمات حقوق الطفل إلى تكثيف التوعية داخل المدارس، والبيوت، والعيادات، وتوفير خطوط ساخنة للإبلاغ عن أي شبهات، خاصة أن الكثير من الأطفال لا يملكون القدرة على التعبير عن أذاهم.