بتشحت على ضناها.. أم بتغرق طفلها دم .. طبيب يروي قصة أيام من الحيرة لتشخيص طفل “بيرجع دم”

كتبت/ مي السايح

يروي أحد الأطباء تفاصيل أغرب حالة مرت على قسم الطوارئ، فيقول: “كان يوم مزدحم كالعادة في الاستقبال، زحام مرضى وصوت أجهزة الإنذار لا يتوقف… وفجأة، شق الصراخ أجواء القسم: (الحقوني ابني بيموت.. بيرجع دم!).”

كانت امرأة في العقد الثالث من عمرها، بملابس ريفية بسيطة، تركض حاملة طفلًا لا يتجاوز الرابعة، مغطى بالدماء من رأسه حتى قدميه، هرول الطاقم الطبي فورًا، وبدأت حالة الطوارئ القصوى.

يضيف الطبيب: “ركّبنا الكانيولا، جهّزنا المحاليل، قسنا العلامات الحيوية، كل شيء كا ن طبيعي… لكن الغريب أن نبض الطفل وضغطه طبيعيان، وتحاليله الأولية سليمة تمامًا!”

تم حجز الطفل وإجراء كافة الفحوصات: تحاليل دم كاملة، أشعة، سونار، وحتى منظار للجهاز الهضمي — وكل النتائج أكدت أن الطفل سليم تمامًا.

ومع ذلك، كانت الأم تعود كل بضع ساعات تصرخ مجددًا: “بيرجع دم تاني!”، والدم يملأ ثيابها وثياب الطفل.

يقول الطبيب: “كان المشهد مريبًا، كمية الدم كبيرة، لكن مصدرها غير مفهوم. ومع تكرار الحوادث بدأنا نلاحظ شيئًا غير طبيعي في تصرفات الأم.”

بناءً على تعليمات رئيس القسم، تم تفتيش الغرفة التي تقيم فيها الأم والطفل.

وكانت المفاجأة المذهلة: عُثر على كيسين من الدم البشري مخبأين بإحكام داخل قاعدة السرير المعدني، التحقيق كشف أن الأم كانت تدخل الحمام مع الطفل، تسكب الدم عليه، ثم تخرج تصرخ طلبًا للمساعدة.

عند مواجهتها، أنكرت في البداية، لكنها انهارت لاحقًا واعترفت بأنها كانت تختلق المرض، وتم استدعاء الشرطة، وإحالتها للفحص النفسي، لتتضح الحقيقة الصادمة:

الأم تعاني من اضطراب نفسي نادر يُعرف باسم اضطراب الافتعال على الآخر Munchausen syndrome.

وهو اضطراب يجعل الشخص يتعمّد تزييف المرض أو التسبب بأعراض مرضية لطفله أو أحد المقربين منه، من أجل جذب الانتباه والتعاطف.

اضطراب “مانشهاوزن” يُعتبر من أخطر الاضطرابات النفسية، إذ يقوم المريض (غالبًا الأم) بتزييف أو افتعال أعراض مرضية لطفلها، وأحيانًا يتسبب في أذيته فعليًا من أجل كسب التعاطف أو الظهور بدور “الضحية البطولية”.

ويحتاج هذا الاضطراب إلى تدخل نفسي متخصص، إذ غالبًا ما يرتبط باضطرابات في الشخصية ونقص الإحساس بالأمان العاطفي.

شاهد: “بتكح دم”.. فتاة كادت تنهي حياتها بسبب اضطراب نفسي.. د. أحمد محفوظ يكشف القصة الكاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى