p { text-align: justify; }

الزوائد الجلدية: بين القلق والتجاهل… ما الأسباب وكيفية العلاج؟

كتب عمر محمد طنطاوي

في زحمة الاهتمام بالبشرة ومظهر الجلد الخارجي، قد يلاحظ الكثيرون ظهور زوائد جلدية صغيرة في أماكن متفرقة من الجسم، خاصة في الرقبة، وتحت الإبط، أو في مناطق الاحتكاك مثل الفخذين والجفون. غالبًا ما تكون هذه الزوائد غير مؤلمة ولا تسبب مشكلات خطيرة، لكنها قد تثير القلق بسبب شكلها أو التغيرات التي قد تطرأ عليها بمرور الوقت.

في هذا التقرير، نلقي الضوء على أسباب ظهور الزوائد الجلدية، ومدى خطورتها، وما هي الطرق الطبية والطبيعية لعلاجها، وكيف يمكن الوقاية منها قدر الإمكان، وذلك بمساعدة آراء الأطباء وخبراء الجلدية.


ما هي الزوائد الجلدية؟

الزوائد الجلدية (Skin Tags) تُعرف طبيًا باسم “الأكروكوردون” (Acrochordon)، وهي أورام حميدة صغيرة تتكون من نسيج جلدي وأحيانًا ألياف دهنية، وتبرز من الجلد بشكل واضح، وتكون غالبًا بلون الجلد أو أغمق قليلًا.

وعادة ما تكون:

  • صغيرة الحجم (بين 2 إلى 5 ملليمترات)

  • غير مؤلمة

  • ذات قاعدة دقيقة (متصلة بالجلد من خلال عنق صغير)

  • لا تنمو بسرعة، إلا في حالات خاصة

هي ليست معدية ولا تتحول إلى أورام خبيثة، لكنها قد تزداد حجمًا أو عددًا لدى بعض الأشخاص، مما يسبب لهم انزعاجًا جماليًا أو إزعاجًا في اللباس والحركة.


ما أسباب ظهور الزوائد الجلدية؟

رغم أن الزوائد الجلدية تعتبر ظاهرة جلدية شائعة، إلا أن الأسباب الدقيقة وراء ظهورها لا تزال غير مفهومة بالكامل، لكن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا مهمًا في حدوثها:

1. الاحتكاك المتكرر

أحد الأسباب الرئيسية لظهور الزوائد الجلدية هو الاحتكاك بين الجلد والجلد أو بين الجلد والملابس، خاصة في المناطق التالية:

  • تحت الإبطين

  • الرقبة

  • الجفون

  • بين الفخذين

  • تحت الثديين

الاحتكاك المزمن يحفّز نمو خلايا الجلد في تلك المناطق بطريقة غير منتظمة.

2. الوراثة

تلعب العوامل الجينية دورًا ملحوظًا، حيث لوحظ أن الزوائد الجلدية أكثر شيوعًا بين أفراد بعض العائلات، مما يشير إلى وجود استعداد وراثي للإصابة بها.

3. السمنة وزيادة الوزن

زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين ثنايا الجلد، وهو ما يُعد عاملًا محفزًا لنمو الزوائد الجلدية، كما أن السمنة ترتبط بارتفاع مستويات الإنسولين في الجسم، ما قد يكون له دور في ذلك أيضًا.

4. داء السكري من النوع الثاني

أثبتت بعض الدراسات وجود ارتباط بين الإصابة بالزوائد الجلدية ومرض السكري، خصوصًا النوع الثاني، وذلك بسبب مقاومة الإنسولين التي تؤثر على وظائف الجلد.

5. الحمل

نتيجة للتغيرات الهرمونية السريعة أثناء الحمل، قد تظهر الزوائد الجلدية لدى النساء الحوامل، خاصة في الشهور الأخيرة. وغالبًا ما تبقى حتى بعد الولادة.

6. العمر والتقدم في السن

يُعد التقدم في العمر من العوامل المساهمة في ظهور الزوائد الجلدية، إذ أنها أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين عامًا.

7. الاضطرابات الهرمونية

التغيرات في مستويات بعض الهرمونات (مثل الأندروجين) قد تؤدي إلى نمو غير طبيعي في أنسجة الجلد.


هل الزوائد الجلدية خطيرة؟

من المهم التأكيد أن الزوائد الجلدية أورام حميدة بنسبة 100% في الغالبية العظمى من الحالات، ولا تتحول إلى أورام سرطانية. لكنها قد تسبب مشكلات صحية أو جمالية، منها:

  • التهيج أو النزيف بسبب الحك أو الحلاقة

  • الشعور بعدم الراحة عند ارتداء الملابس الضيقة

  • تغير في اللون أو الحجم، مما يثير القلق لدى البعض

ويجب مراجعة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

  • تغير مفاجئ في حجم الزائدة

  • تغير لونها إلى أسود أو أحمر داكن

  • حدوث نزيف أو قرحة

  • الشعور بألم في المنطقة


متى يجب إزالة الزوائد الجلدية؟

قرار إزالة الزوائد الجلدية ليس ضروريًا من الناحية الطبية إلا في بعض الحالات، لكن الكثيرين يلجؤون لإزالتها لأسباب تجميلية أو بسبب الانزعاج الجسدي. ومن أبرز الأسباب التي تدفع إلى إزالتها:

  • الشكل غير المرغوب فيه

  • الحكة المتكررة

  • النزيف المتكرر بسبب الاحتكاك أو الحلاقة


طرق علاج الزوائد الجلدية

أولًا: العلاجات الطبية

يُفضل دائمًا اللجوء إلى طبيب الجلدية لتقييم الحالة واختيار الطريقة الأنسب للعلاج. وأبرز طرق إزالة الزوائد الجلدية تشمل:

1. الكي بالتبريد (Cryotherapy)

يُستخدم النيتروجين السائل لتجميد الزائدة حتى تموت وتسقط خلال عدة أيام. الطريقة فعالة، لكن قد تسبب بعض الاحمرار المؤقت أو البقع.

2. الاستئصال الجراحي

يقوم الطبيب بقص الزائدة الجلدية باستخدام مشرط أو مقص طبي معقم، وغالبًا ما تتم هذه العملية في دقائق دون الحاجة إلى تخدير عميق.

3. الكي الكهربائي (Electrocautery)

يُستخدم تيار كهربائي لحرق الزائدة الجلدية بدقة، وتُعتبر هذه الطريقة فعالة وتقلل من فرص النزيف.

4. الليزر

في بعض المراكز المتخصصة، يمكن استخدام الليزر لإزالة الزوائد الجلدية بدقة عالية، مع تقليل آثار ما بعد الجراحة.

💡 ملاحظة: لا يُنصح أبدًا بمحاولة إزالة الزوائد الجلدية في المنزل باستخدام أدوات حادة أو المقص، لأن ذلك قد يؤدي إلى نزيف حاد أو عدوى.


ثانيًا: العلاجات الطبيعية والمنزلية

رغم أنها ليست مضمونة بالكامل، هناك بعض العلاجات الطبيعية التي يشيع استخدامها، لكن يجب استشارة الطبيب قبل اعتمادها، خاصة في حالة الزوائد الكبيرة أو الكثيرة. ومن أشهر هذه الطرق:

– زيت شجرة الشاي (Tea Tree Oil)

يُعتقد أن له خصائص مطهرة ومجففة، ويمكن وضعه موضعيًا على الزائدة مرتين يوميًا حتى تجف وتسقط، لكن يجب اختبار حساسية الجلد أولًا.

– خل التفاح

يُستخدم بوضع قطنة مبللة بخل التفاح على الزائدة وتثبيتها لبضع ساعات يوميًا، ويقال إنه يساعد على تجفيفها تدريجيًا.

– خيط الأسنان

يلجأ بعض الناس لربط الزائدة من عنقها بخيط الأسنان لمنع تدفق الدم إليها، مما يؤدي إلى ذبولها وسقوطها، لكن هذه الطريقة قد تؤدي إلى التهابات أو نزيف في حال لم تتم تحت إشراف طبي.


كيف يمكن الوقاية من الزوائد الجلدية؟

رغم أنه لا توجد طريقة مضمونة 100% لمنع ظهور الزوائد الجلدية، فإن بعض النصائح قد تقلل من فرص حدوثها:

  • الحفاظ على وزن صحي لتقليل الاحتكاك بين الجلد

  • ارتداء ملابس قطنية وفضفاضة لتقليل التهيج

  • العناية بنظافة الجلد وتجفيفه جيدًا بعد التعرق

  • مراقبة مناطق الجسم المعرضة للاحتكاك

  • المتابعة الدورية لمرضى السكري أو من لديهم تاريخ عائلي مع الزوائد الجلدية


الزوائد الجلدية عند الأطفال: هل تختلف عن البالغين؟

رغم أنها أكثر شيوعًا عند البالغين، يمكن أن تظهر الزوائد الجلدية لدى الأطفال، خاصة في الرقبة وتحت الذقن. وفي هذه الحالة، يُنصح بعدم إزالتها في المنزل، ومراجعة طبيب الجلدية إذا سببت انزعاجًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى