التشنجات الحرارية عند الأطفال.. متى تكون عابرة ومتى تستدعي القلق؟
كتبت/ مي السايح

تواجه الكثير من الأمهات حالة من الهلع عند رؤية طفلها يتشنج فجأة أثناء ارتفاع حرارته، وبينما تبدو المشهد مخيفًا، يؤكد الأطباء أن هناك نوعًا من التشنجات يُعد “حميدًا” وشائعًا في سن الطفولة المبكرة، ويُعرف باسم التشنجات الحرارية.
في هذا التقرير، نستعرض لكم من “طب توداي” أهم المعلومات حول هذه التشنجات، وكيفية التعامل معها، ومتى يجب التوجه فورًا للطبيب.
ما هي التشنجات الحرارية؟
بحسب الأطباء، تُعرّف التشنجات الحرارية بأنها نوبات مفاجئة من التشنج تصيب الأطفال عند ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية، وتحدث غالبًا بين عمر 6 شهور إلى 5 سنوات. وتشمل أعراضها:
• حركات عضلية لا إرادية عنيفة
• انقباض أو انقباض وانبساط متكرر للعضلات
• فقدان مؤقت للوعي
• حركة العين لأعلى وظهور بياضها
• تيبّس الأطراف أو ارتجافها
وفي بعض الأحيان، تظهر على شكل “نظرات ثابتة” أو حتى فقدان للوعي لثوانٍ معدودة.
هل هي خطيرة؟
يشير د محمد عادل رشوان استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن التشنجات الحرارية غالبًا ما تكون غير خطيرة ولا تترك آثارًا على المخ أو القدرات العقلية، حتى وإن تكررت أو استمرت لفترة.
ويطمئن الأهالي بأن معظم الأطفال الذين يتعرضون لهذه التشنجات لا يُصابون بالصرع في المستقبل، وأن الحالة تُصنّف طبيًا بأنها حميدة ومؤقتة.
كيف أفرق بين الرعشة والتشنج؟
يقول إن هناك فرقًا مهمًا يجب أن يعرفه الأهل:
• إذا كانت يد الطفل تهتز ويمكن إيقاف الحركة بوضع اليد عليها، فغالبًا ما تكون رعشة طبيعية (Jitteriness).
• أما إذا استمرت الحركة رغم محاولة توقيفها، فهي تشنج حقيقي.
ماذا أفعل إذا أصيب طفلي بتشنج حراري؟
عند حدوث التشنج، ينصح رشوان باتباع الخطوات التالية:
1. الهدوء أولًا: رغم صعوبة الموقف، فإن التحكم في الأعصاب يساعد على التصرف السليم.
2. أمان الطفل: وضع الطفل على الأرض بعيدًا عن الأماكن المرتفعة أو الحواف.
3. وضع جانبي آمن: يُفضل إمالة الطفل على جانبه لتجنب الاختناق في حال تقيأ.
4. عدم وضع أي شيء في الفم: تجنب وضع ملعقة أو أي جسم داخل فم الطفل لأنه قد يسبب اختناقًا.
5. لا تحاول فرد أطرافه: دعه يتشنج دون تدخل.
6. احسب مدة التشنج: إذا استمر لأكثر من 10 دقائق، يجب التوجه فورًا للمستشفى.
هل يمكن الوقاية منها؟
رغم الاعتقاد الشائع، فإن خفض الحرارة لا يمنع بالضرورة التشنجات الحرارية. فقد أثبتت الدراسات أن التشنجات قد تحدث حتى عند درجة حرارة 38 فقط.
وفي بعض الحالات المتكررة، قد يصف الطبيب دواءً وقائيًا مثل ريڤوتريل بجرعة محددة حسب وزن الطفل، يُستخدم مؤقتًا خلال نوبات الحمى.
متى تستدعي القلق؟
ورغم أن التشنجات الحرارية عادةً ما تكون غير مقلقة، إلا أن هناك حالات تستوجب المتابعة الطبية الدقيقة، ومنها:
• إذا كان عمر الطفل أقل من سنة ونصف
• إذا استمرت التشنجات لأكثر من 15 دقيقة
• إذا لم يستعد الطفل وعيه بعد التشنج
• إذا كانت التشنجات في جانب واحد فقط من الجسم
• إذا حدثت بعد سن 5 سنوات