استغرقت أكثر من 14 ساعة وشارك فيها 50 طبيب.. نجاح أول عملية زراعة رئة في مصر والعالم العربي
كتبت/ مي السايح

في خطوة غير مسبوقة، نجح فريق طبي متخصص بمستشفى جامعة عين شمس في إجراء أول عملية زراعة رئة في مصر والعالم العربي، لتصبح هذه اللحظة علامة فارقة في تاريخ الطب المصري. العملية التي استغرقت 14 ساعة متواصلة، شارك فيها أكثر من 50 طبيبًا، وتم تنفيذها في ثلاث غرف عمليات في آن واحد، أنقذت حياة شابة تبلغ من العمر 28 عامًا كانت تعاني من فشل تنفسي حاد.
قصة إنسانية.. شقيقان يتبرعان لإنقاذ شقيقتهما
العملية شهدت موقفًا إنسانيًا مؤثرًا، حيث تبرع شقيقان، كامل وجمعة، بفصي رئة لشقيقتهما التي كانت تصارع الموت بعد أن ساءت حالتها الصحية بشكل متسارع، وبحسب الفريق الطبي، لم تكن هناك حلول بديلة، وكان التبرع هو الخيار الوحيد لإنقاذ حياة الشابة.
قال الشقيقان: “الأطباء كانوا واضحين معنا في كل شيء، كنا نعرف أن التحدي كبير، لكن رؤية أختنا تعاني من ضيق التنفس المستمر وانعدام الخيارات دفعتنا إلى اتخاذ القرار دون تردد. لم يكن هناك خوف، فقط أمل في إنقاذها”.
أشار الأطباء إلى أن التخدير كان أصعب المراحل في العملية، حيث كانت نسبة المخاطرة عالية، بسبب تدهور وظائف الرئة لدى المريضة. ومع ذلك، وبفضل التنسيق العالي بين الفرق الطبية، تم تجاوز العقبات بنجاح.
قال الدكتور أحمد مصطفى، أستاذ جراحة الصدر بجامعة عين شمس ومدير مشروع زراعة الرئة:
“كنا نحلم بهذه اللحظة منذ سنوات، خاصة بعد جائحة كورونا التي تسببت في تدهور حالة الآلاف بسبب التليف الرئوي المزمن، اليوم نثبت أن مصر قادرة على المنافسة في مجال زراعة الأعضاء، وأن لدينا الكفاءات والإمكانيات لتحقيق المعجزات”.
وأضاف أن المشروع لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة تخطيط طويل وتدريب مكثف، وأن ما تحقق اليوم هو ثمرة جهود مشتركة بين أطباء، وتمريض، وفنيين، وإداريين، ودعم حكومي.
العملية تمت بنجاح.. والشابة في حالة مستقرة
خرجت المريضة من غرفة العمليات في حالة مستقرة، ويتابعها الفريق الطبي لحظة بلحظة لضمان استقرار وظائف الرئة المزروعة. وأكد الأطباء أن المؤشرات الحيوية جيدة، وأن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد استجابة الجسم.
أمل جديد لعلاج التليف الرئوي
نجاح هذه العملية يفتح الباب واسعًا أمام علاج مئات الحالات المصابة بالتليف الرئوي والفشل التنفسي في مصر والمنطقة. كما يعزز من مكانة مصر في مجال زراعة الأعضاء، ويضعها على الخريطة الطبية العالمية في تخصص حساس ودقيق.
يمثل هذا الإنجاز دلالة واضحة على أهمية دعم الدولة للبحث العلمي والتخصصات الطبية الدقيقة. فنجاح العملية لم يكن ليحدث لولا توفر التدريب، والتجهيزات، والدعم اللوجستي، إلى جانب الإرادة الطبية القوية لإنقاذ الأرواح.