استثمر رمضان.. الصيام درع رباني طبيعي للوقاية من سرطان القولون
كتبت شيماء علي

يُعتبر الصيام من العادات الصحية التي تعود بفوائد كبيرة على الجسم، ليس فقط من الناحية الروحية، بل أيضاً من الناحية الطبية والوقائية. فقد أظهرت الدراسات أن الامتناع عن الطعام لفترات محددة قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، ومنها سرطان القولون.
إذ يلعب الصيام دوراً مهماً في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل الالتهابات وتعزيز قدرة الخلايا على التجدد، مما قد يسهم في الوقاية من هذا المرض الخبيث.
الصيام ليس مجرد ممارسة دينية، بل هو أسلوب حياة صحي يمكن أن يساهم في الوقاية من سرطان القولون وتعزيز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. من خلال إعطاء الجهاز الهضمي فرصة للراحة، وتحفيز عمليات التجديد الخلوي، وتقليل الالتهابات، يمكن للصيام أن يكون أداة فعالة في تقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض.
ومع اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن أثناء فترات الإفطار، يمكن تحقيق فوائد صحية طويلة الأمد.
تستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح للوقاية من سرطان القولون من خلال الصيام، ودوره في تحسين صحة الأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام.
الصيام وصحة الجهاز الهضمي
الصيام يساعد الجهاز الهضمي على أخذ قسط من الراحة، مما يقلل من تراكم السموم ويحسن عملية الهضم. خلال فترات الصيام، يقل إفراز العصارات الهضمية، مما يساهم في تقليل التهيج المعوي والالتهابات التي قد تؤدي إلى مشاكل مزمنة مثل القولون العصبي وسرطان القولون.

علاوة على ذلك، يؤدي الصيام إلى تحفيز عملية “الالتهام الذاتي” (Autophagy)، وهي آلية طبيعية يقوم فيها الجسم بالتخلص من الخلايا التالفة وإعادة تدويرها، مما يقلل من احتمالية تحول الخلايا غير الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
الصيام وتأثيره على التهابات القولون
يعتبر الالتهاب المزمن في الأمعاء من العوامل الرئيسية التي تساهم في تطور سرطان القولون، ومن المعروف أن الصيام يقلل من مستويات الالتهابات في الجسم عن طريق خفض إنتاج السيتوكينات المحفزة للالتهابات. كما أنه يعزز من توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
اقرأ أيضًا: “إمسك نفسك”..الصيام: وسيلة طبيعية لتقليل التوتر والقلق
اقرأ أيضًا: الصيام وتقليل التهابات الجسم المزمنة: كيف يساعد الامتناع عن الطعام في تعزيز الصحة؟
اقرأ أيضًا: سر العظام القوية خلال رمضان: كيف يؤثر الصيام على صحتك الهيكلية؟
تأثير الصيام على الوزن والسمنة
ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، حيث تؤدي الدهون الزائدة إلى اضطرابات في إفراز الهرمونات وزيادة الالتهابات في الجسم. يساعد الصيام على فقدان الوزن بطريقة طبيعية من خلال تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتقليل مقاومة الأنسولين، وهو عامل مهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان.
الصيام وتحفيز جهاز المناعة
يؤثر الصيام إيجابياً على جهاز المناعة، حيث يحفز إنتاج خلايا جديدة ويعزز من كفاءة عمل الخلايا المناعية. فالصيام لفترات طويلة يؤدي إلى تقليل الخلايا المناعية القديمة واستبدالها بأخرى جديدة أكثر كفاءة، مما يساعد الجسم في محاربة الخلايا غير الطبيعية ويقلل من فرص تطور الأورام السرطانية، بما في ذلك سرطان القولون.
اقرأ أيضًا: الصيام وصحة الأظافر: تأثيراته المدهشة على الجسم والبشرة وأفضل العادات الصحية في رمضان
اقرأ أيضًا: الصيام وسيلة فعالة لتقليل الشهية والتحكم في الأكل العاطفي خلال رمضان
اقرأ أيضًا: هل الصيام هو الحل الطبيعي لارتفاع ضغط الدم؟ تعرّف على فوائده الصحية
كيف يحسّن الصيام صحة الجهاز الهضمي؟
التغذية السليمة أثناء الصيام ودورها في الوقاية من سرطان القولون
بينما يُعتبر الصيام أداة قوية لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، فإن نوعية الطعام المتناول بين فترات الصيام تلعب دوراً حاسماً في تحقيق الفوائد المرجوة. إليك بعض النصائح الغذائية التي تساعد في الوقاية من سرطان القولون أثناء الصيام:
- تناول الألياف بكثرة: تساعد الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات الورقية والفواكه والحبوب الكاملة، في تعزيز حركة الأمعاء وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.
- شرب كميات كافية من الماء: الحفاظ على الترطيب أمر أساسي لتحسين عملية الهضم وتقليل خطر الإمساك، الذي قد يكون أحد عوامل الخطر للإصابة بسرطان القولون.
- تجنب الأطعمة المصنعة: الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمواد الحافظة قد تزيد من خطر الالتهابات وأمراض الجهاز الهضمي.
- الإكثار من البروتينات الصحية: تناول البروتينات الخالية من الدهون مثل السمك، الدجاج، والمكسرات يساعد في دعم صحة الجهاز الهضمي دون إرهاقه.
- التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء: أثبتت الدراسات أن الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء والمصنعة مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون.
دور الصيام المتقطع في الوقاية من سرطان القولون
إلى جانب الصيام التقليدي في شهر رمضان، أثبت الصيام المتقطع فعاليته في تعزيز صحة الجهاز الهضمي. حيث يتم الامتناع عن الطعام لفترات تتراوح بين 12 إلى 16 ساعة يومياً، مما يساعد على تحسين صحة الأمعاء وتقليل الإجهاد التأكسدي الذي قد يؤدي إلى تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية.
اقرأ أيضًا: الصيام والالتهابات: سر الوقاية من أمراض القلب بطريقة طبيعية
اقرأ أيضًا: الصيام وعلاقته بتقليل الجلطات الدموية وتحسين صحة القلب
دراسات حول الصيام وسرطان القولون
أظهرت الأبحاث الحديثة أن الصيام المنتظم قد يقلل من نسبة الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 30٪، خاصة عند الالتزام بنظام غذائي صحي، كما أكدت دراسات أخرى أن الصيام يقلل من المؤشرات الالتهابية التي تلعب دوراً رئيسياً في تطور السرطان.