احذر العلامات الصامتة: إشارات قد تنذر بإصابة الطفل بالسرطان قبل فوات الأوان
كتبت - رضوى ضياء

السرطان عند الأطفال من أكثر الأمراض التي تُصيب الأهل بالذهول، لأنه غالبًا ما يأتي بدون مقدمات واضحة أو أعراض درامية. لكن في الحقيقة، الجسد يصرخ بطريقة أو بأخرى، والطفل يبعث بإشارات تحذيرية لو انتبهنا لها مبكرًا. السر في الاكتشاف المبكر، وكلما تم التشخيص في المراحل الأولى، زادت فرص العلاج الكامل.
في هذا التقرير، نكشف أبرز العلامات والأعراض التي قد تشير إلى إصابة الطفل بالسرطان، ونسلط الضوء على كيفية التفرقة بين الأعراض العادية وتلك التي تستحق القلق، وفق ما توصي به منصة “طب توداي”.
أنواع السرطان الشائعة بين الأطفال
قبل الحديث عن الأعراض، من المهم أن نعرف أنواع السرطانات الشائعة في مرحلة الطفولة، ومنها:
- سرطان الدم (اللوكيميا): الأكثر شيوعًا، ويمثل نحو 30% من سرطانات الأطفال.
- أورام المخ والجهاز العصبي المركزي.
- الورم الأرومي العصبي (نيورو بلاستوما).
- سرطان العقد اللمفاوية (ليمفوما).
- ورم ويلمز (الكلى).
- سرطان العظام مثل أوستيوساركوما.
كل نوع من هذه السرطانات له أعراضه الخاصة، لكن هناك أعراض عامة مشتركة قد تكون مؤشر خطر.
فقدان الوزن غير المبرر: أول جرس إنذار
من الطبيعي أن يفقد الطفل بعض الوزن أثناء فترات النشاط الزائد أو المرض المؤقت، لكن:
- فقدان الوزن الملحوظ والسريع بدون مبرر واضح قد يشير إلى خلل داخلي كبير.
- بعض سرطانات الدم والدماغ والجهاز الهضمي تؤثر على الشهية وتستهلك طاقة الجسم سريعًا.
إذا بدأ الطفل يخسر وزنه بشكل ملحوظ دون تغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني، يجب استشارة الطبيب فورًا.
أقرأ أيضا: وصفات منزلية لترطيب اليدين والحصول على نعومة فائقة.. حلول طبيعية وفعالة
أقرأ أيضا: للحامل 10 فواكه يجب إضافتها لنظامك الغذائي لصحة طفلك
الحمى المتكررة بدون سبب واضح
الحُمّى المتكررة والمستمرة التي لا تستجيب للمضادات الحيوية ولا يُعرف سببها، قد تكون علامة مبكرة على:
- سرطان الدم.
- وجود ورم يؤثر على جهاز المناعة.
هذه الحمى تختلف عن حمى نزلات البرد أو الإنفلونزا، فهي أكثر غموضًا واستمرارية.
الكدمات المتكررة أو النزيف المفاجئ
علامات واضحة يجب ألا تمر مرور الكرام، مثل:
- كدمات تظهر بسهولة وبشكل متكرر على الذراعين أو الساقين.
- نزيف من الأنف أو اللثة بدون إصابة مباشرة.
- وجود نقط حمراء صغيرة تحت الجلد (بتيشيا).
كل هذه العلامات قد تشير إلى انخفاض عدد الصفائح الدموية، وهو عرض شائع في سرطان الدم.
آلام العظام والمفاصل: لا تهملوا شكوى الطفل
بعض الأطفال يشتكون من آلام مستمرة في الساقين أو الذراعين، وقد يُعتقد أنها “آلام نمو”، لكن:
- الألم الشديد الذي يوقظ الطفل من النوم.
- الألم الذي يزداد بمرور الوقت ولا يختفي مع المسكنات.
- تورم أو صلابة في المفصل أو العظم.
كل هذه علامات تستدعي التصوير الشعاعي وتحاليل دقيقة، لأنها قد تشير إلى سرطان العظام أو اللوكيميا.
الصداع المستمر مع القيء الصباحي
الصداع من الأعراض الشائعة لدى الأطفال، لكن إن كان:
- يصاحبه قيء خاصة في الصباح الباكر.
- يزداد بشكل يومي.
- يؤثر على الرؤية أو التوازن.
فقد تكون هذه علامات على ورم في الدماغ أو ضغط داخل الجمجمة، ويجب التوجه فورًا لعمل أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي.
تورم في البطن أو الكتل الغريبة
من أخطر المؤشرات التي لا يجب التغافل عنها:
- تورم غير مبرر في البطن.
- الشعور بكتلة صلبة عند اللمس.
- تضخم في الكبد أو الطحال.
هذه الأعراض قد ترتبط بأورام الكلى أو الكبد أو الورم الأرومي العصبي، ويجب فحصها باستخدام الموجات فوق الصوتية فورًا.
تغيرات في العين والرؤية
- ظهور بياض في حدقة العين عند التقاط صور للطفل.
- ضعف مفاجئ في الرؤية.
- حول دائم في العين.
قد تكون علامات على ورم الشبكية (ريتينوبلاستوما)، وهو سرطان خطير يتطلب تدخلًا عاجلًا.
تورم العقد اللمفاوية لفترة طويلة
العقد اللمفاوية تنتفخ عند الإصابة بعدوى، لكن إذا:
- استمر التورم لأكثر من أسبوعين.
- كانت العقد صلبة وغير مؤلمة.
- ظهرت في أماكن غير معتادة مثل فوق الترقوة.
فقد تشير إلى سرطان الغدد اللمفاوية (ليمفوما)، وتتطلب فحص دم وفحص بالرنين المغناطيسي.
الإرهاق والتعب الدائم
الطفل الذي كان نشيطًا وفجأة:
- يصبح خاملاً.
- ينام لفترات طويلة.
- يفتقر إلى الطاقة في اللعب أو الدراسة.
قد يكون هذا نتيجة لفقر دم ناتج عن سرطان دم أو نتيجة مباشرة للمرض الخبيث.
تغيرات في الجلد
- شحوب مستمر.
- طفح جلدي غريب لا يستجيب للعلاجات.
- اصفرار العينين والجلد (يرقان).
كلها أعراض يجب متابعتها عن كثب، خاصة إذا تزامنت مع أعراض أخرى.
متى يجب الذهاب إلى الطبيب فورًا؟
وفق “نصائح طب توداي”، يجب التوجه للطبيب فورًا إذا:
- ظهرت أكثر من عرض في نفس الوقت.
- استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
- كانت الأعراض شديدة أو تتزايد مع الوقت.
لا يعني هذا أن كل عرض دليل على السرطان، لكنه يعني أن تجاهله قد يضيع فرصة العلاج المبكر.
التشخيص لا يعني النهاية
رغم قسوة الكلمة، إلا أن اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة يُعتبر خطوة إنقاذ حقيقية. الطب الحديث أصبح أكثر قدرة على التعامل مع أنواع كثيرة من سرطانات الأطفال بنسب شفاء مرتفعة جدًا تصل إلى 90% في بعض الأنواع.
منصة “طب توداي” تشدد على أهمية دور الأهل في المراقبة والوعي وعدم التردد في طلب المساعدة الطبية.
خاتمة: كل عرض له معنى… فلا تتجاهلوه
صحة الطفل لا تُقاس فقط بحرارته ونشاطه، بل تحتاج لعين ملاحظة وقلب واعٍ. التغيرات التي تبدو صغيرة قد تكون أول الخيوط التي تنقذ حياة. السرطان ليس نهاية، لكنه تحدٍ يتطلب شجاعة الاكتشاف المبكر والاحتواء الأسري والدعم الطبي.